
مروان سري
مروان سري هو شخصية مصرية متعددة المواهب، اشتهر كيوتيوبر وصانع محتوى، ومؤخرًا كأحد ملاك نادي داغنهام آند ريدبريدج الإنجليزي. يُعد مروان نموذجًا ملهمًا للشباب العربي الطموح، حيث استطاع تحويل شغفه بكرة القدم ومهاراته في صناعة المحتوى إلى إنجازات ملموسة على الساحة الدولية. في هذا المقال، سنستعرض مسيرته المهنية منذ بداياته في مجال الإعلام، مرورًا بنجاحه كصانع محتوى، وصولًا إلى خطوته الجريئة في عالم الاستثمار الرياضي.
البدايات: من كلية الإعلام إلى التمثيل والإخراج
ولد مروان سري في 21 مايو 1993، وحصل على بكالوريوس من كلية الإعلام، حيث تخصص في الإخراج. بدأ شغفه بالفن مبكرًا، إذ شارك في مسرحيات بنادي الصيد وهو في الرابعة عشرة من عمره. بعد تخرجه، عمل كمساعد مخرج في مسلسل “الكبير أوي”، وقدم عددًا من الأفلام القصيرة التي أظهرت موهبته في الإخراج. لاحقًا، اتجه إلى التمثيل، فشارك في أعمال بارزة مثل مسلسل “الباطنية”، وفيلم “الديلر”، بالإضافة إلى مسلسل كوميدي قصير بعنوان “العيادة”. هذه التجارب شكلت أساسًا متينًا لمسيرته المهنية، حيث جمع بين الإبداع الفني والمهارات التقنية.
النجاح الرقمي: صعود قناة “إرزع” على يوتيوب
لم يكتفِ مروان بمسيرته في الإعلام التقليدي، بل اتجه إلى عالم الإعلام الرقمي، حيث أسس قناته على يوتيوب “إرزع”. حققت القناة نجاحًا كبيرًا، حيث تجاوز عدد مشتركيها مليوني مشترك، ووصل عدد متابعيه عبر منصات التواصل الاجتماعي إلى أكثر من 5 ملايين. يركز مروان في محتواه على كرة القدم، وبالأخص لعبة “فيفا” وطور “Career Mode”، حيث يشارك تجارب افتراضية لإدارة الأندية. هذا المحتوى جذب عشاق كرة القدم، وأظهر شغف مروان العميق باللعبة، والذي كان بمثابة النواة لخطوته التالية.
من الحلم إلى الواقع: الاستثمار في نادي داغنهام آند ريدبريدج
في 14 أبريل 2025، أعلن مروان سري عن انضمامه إلى مجموعة ملاك نادي داغنهام آند ريدبريدج الإنجليزي، ليصبح أول صانع محتوى عربي يمتلك حصة في نادٍ لكرة القدم في إنجلترا. اختيار هذا النادي لم يكن عشوائيًا؛ فالنادي يتميز بلونه الأحمر الذي يرمز للنادي الأهلي المصري، وموقعه في لندن، وتاريخه الطويل. كما أن ألوان النادي (الأحمر والأزرق) تجمع بين ألوان الأهلي وأرسنال، الفريق الذي يشجعه مروان منذ صغره.
في تصريح له، قال مروان: “لطالما كانت كرة القدم وسيلتي للتواصل مع الناس.. أشعر بالحظ للانضمام إلى نادٍ يمتلك روحًا حقيقية وطموحات كبيرة. أنا هنا لأضيف، ولأكون جزءًا من مشروع له معنى”. لم يكن مروان وحيدًا في هذه الخطوة، حيث انضمت إليه سلمى مشهور، صانعة المحتوى المعروفة، كمديرة للتنمية والتفاعل الجماهيري في النادي. سلمى، التي اشتهرت بتغطيتها لمباريات الدرجات الأدنى في إنجلترا، أضافت بعدًا جديدًا لهذا المشروع، مع التركيز على تعزيز التجربة الرقمية للنادي وجذب جمهور عالمي.
مكانة مروان بين المستثمرين المصريين في إنجلترا
بهذا الإنجاز، أصبح مروان سري رابع مصري يمتلك حصة في نادٍ إنجليزي، بعد محمد الفايد (فولام)، وعاصم علام (هال سيتي)، وناصف ساويرس (أستون فيلا)، بالإضافة إلى محمد النني الذي يملك أكاديمية رياضية في إنجلترا. يعكس هذا الإنجاز رؤية مروان الطموحة، حيث قال: “عرفت إن مستحيل أقدر استثمر في الكرة المصرية، ووقتها مكنش قدامي غير حل واحد وهو إني أطلع برا الصندوق”. هذه العقلية دفعته لتحويل حلمه من تجربة افتراضية في “فيفا” إلى واقع ملموس في عالم كرة القدم الاحترافية.
الخاتمة
مروان سري هو مثال حي على كيفية استغلال الفرص المتاحة في العصر الرقمي لتحقيق أحلام كبيرة. من بداياته كطالب إعلام إلى نجاحه كيوتيوبر، وصولًا إلى استثماره في نادٍ إنجليزي، استطاع مروان أن يجمع بين شغفه بكرة القدم ومهاراته في صناعة المحتوى ليصل إلى آفاق جديدة. مسيرته تُظهر أن الطموح والإبداع يمكن أن يفتحا أبوابًا غير متوقعة، مما يجعله مصدر إلهام للشباب العربي الذي يسعى لترك بصمة في العالم.