مُثري

القرقيعان: احتفال تراثي يجسد الهوية الثقافية 2025

موعد قرقيعان 2025 في السعودية

القرقيعان: احتفال تراثي يجسد الهوية الثقافية 2025، ويعزز الروابط الاجتماعية والتقاليد في السعودية ودول الخليج.

يُعتبر القرقيعان من أبرز الاحتفالات الشعبية التي تُقام في منتصف شهر رمضان المبارك، وتحديدًا في الليلة الثالثة عشرة منه. يتميز هذا التقليد بفعاليات ممتعة تجمع العائلات والأصدقاء في أجواء من الفرح والتقاليد الجميلة.

بعد ما يخلص الأطفال من إفطارهم في أول رمضان، يجتمعون مع بعض بعد أذان المغرب ويحملون أكياس قماشية أو سلال من الخوص على أكتافهم. يبدأون يجولون في الحي ويرددون أهازيج شعبية حلوة، ويزورون البيوت عشان يجمعون المكسرات والحلويات من أهل الحي. مع مرور الوقت، صارت الاحتفالات تتنوع في أماكن كثيرة، وكل منطقة لها طريقتها الخاصة. الأطفال يحرصون على لبس الملابس الشعبية، فيلبس الأولاد الدشداشة والسترة مع النعال التقليدية، بينما البنات يلبسون الدراعات والبخنق المزخرف مع الترتر على الرأس، ويحملون أكياس لجمع المكسرات والحلوى.

أصل تسمية “القرقيعان”

يُعتقد أن كلمة “القرقيعان” مشتقة من كلمة “قرع”، جمعها “قرقعة”، والتي تعني دق أو ضرب الباب. كما يُقال إن المصطلح يشير إلى الصوت الناتج عن ضرب الأواني والسلال المحتوية على المكسرات والحلويات. بالإضافة إلى ذلك، يُعتقد أن “القرقيعان” هو مصطلح يُطلق على السلة الكبيرة المصنوعة من سعف النخيل، والتي تُملأ بالمكسرات وتُوزَّع على الأطفال.

و أيضا يُرجح أن كلمة “القرقيعان” جاية من كلمة “قُرْعٌ” و”قُرْعَانٌ”، وجمعها “قرقعة” و”قرقيعان”، واللي تعني ضرب أو دق الباب أو أي شيء ثاني. القَرَعُ بعد يُستخدم في قول “قرع الفناء”، والقرنقعوة أو القرقيعان تعني الشيء المخلوط والمتنوع من المكسرات والحلويات، أو ممكن تكون جاية من كلمة “القرقعة”، اللي هي الصوت اللي يصير لما تضرب الأواني والسلال اللي تحتوي على الحلويات والمكسرات.

عادات وتقاليد الاحتفال

في ليلة القرقيعان، يجتمع الأطفال بعد الإفطار حاملين أكياسًا قماشية أو سلالًا من الخوص، ويرتدون الملابس التقليدية. يبدأون بزيارة البيوت في أحيائهم، مردِّدين أهازيج شعبية تعبر عن الفرح والبهجة.

الملابس التقليدية

يحرص الأطفال على ارتداء الملابس الشعبية خلال الاحتفال:

يحمل كل منهم كيسًا لجمع المكسرات والحلوى من البيوت التي يزورونها.

الأطعمة والحلويات

تُعد الأطعمة والحلويات جزءًا أساسيًا من احتفال القرقيعان:

تطور الاحتفال بين الماضي والحاضر

في الماضي، كان الأطفال يخرجون في مجموعات صغيرة، يطرقون أبواب الجيران لجمع الحلوى والمكسرات، ويرتدون الملابس التقليدية المصنوعة يدويًا. كانت الأمهات تحضِّر الحلويات الخاصة مثل الفول السوداني (السبال)، الحمص المجفف (النخج)، وبعض المكسرات والحلويات الأخرى، وتوضع جميعها في سلة مصنوعة من السعف تُسمى “القفعة”.

ومع مرور الزمن، تطوَّر الاحتفال ليشمل تنظيم مهرجانات وفعاليات أكبر، حيث تُزيَّن الشوارع والمنازل بالفوانيس واللمبات الملونة، وتُقدَّم توزيعات متنوعة تضم أنواعًا مختلفة من الحلويات والعصائر. كما تُقام فعاليات ثقافية وترفيهية لتعريف الأطفال بعاداتهم وتقاليدهم، مثل برامج الحناء للفتيات، وارتداء الملابس التراثية، والتقاط الصور التذكارية.

القرقيعان في مناطق مختلفة

يختلف اسم القرقيعان وتفاصيل الاحتفال به من منطقة لأخرى:

أهمية القرقيعان في تعزيز الهوية الثقافية

يُعد القرقيعان أكثر من مجرد احتفال لجمع الحلوى؛ إنه مناسبة تعزز الهوية الثقافية وتقوي الروابط الاجتماعية. من خلال هذا التقليد، يتعرف الأطفال على تراثهم وتاريخهم، ويتعلمون قيمة المشاركة والتعاون. كما يُساهم في تعزيز التواصل بين أفراد المجتمع، ويُحيي الأهازيج والألعاب الشعبية التي تُعبِّر عن أصالة وثقافة المنطقة.

رأيي الشخصي

يُعتبر القرقيعان تجسيدًا حيًا للتراث والثقافة الخليجية، ويعكس روح التعاون والتآلف بين أفراد المجتمع. إن الحفاظ على مثل هذه العادات والتقاليد يُسهم في تعزيز الهوية الوطنية ويُعزز من اللحمة الاجتماعية بين الأفراد.

القرقيعان: احتفال تراثي يجسد الهوية الثقافية 2025
القرقيعان: احتفال تراثي يجسد الهوية الثقافية 2025

Exit mobile version