في فجرٍ حزين من يوم السبت، الموافق 10 أغسطس/آب 2024، ارتكب الجيش الإسرائيلي مذبحةً مروعةً جديدةً في حي الدرج بمدينة غزة. لم يرحموا أرواحًا بريئة لجأت إلى مدرسة التابعين، بحثًا عن الأمان في ظلّ القصف العشوائي، وفي لحظة كانوا فيها خاشعين يؤدون صلاة الفجر، انهالت عليهم قذائف الاحتلال لتُزهق أرواح أكثر من مئة فلسطيني وتجرح العشرات. هذا الاعتداء الوحشي على المدنيين الآمنين يُعدّ حلقة جديدة في سلسلة الجرائم المستمرة ضد الشعب الفلسطيني. لكن، في وجه هذه المحن، يظل صمود غزة ثابتًا، يستمد قوته من إيمانٍ راسخٍ بعدالة قضيته، ومن يقينه بأن عقاب الله للطغاة آتٍ لا محالة.
سنروي لكم أبيات من الشعر عن غزة الحبيبة
في غزةَ الجرحِ والقهرِ المعذَّبِ.
تساقطَ شهداؤنا في الفجرِ مُغتصبِ.
مئةٌ ومئةٌ من الأرواحِ سارتْ.
في جنةِ الخلدِ في علياءِ مُحتسبِ.
جيشُ الطغاةِ بأمرِ الظلمِ قد قصفوا.
مدرسةَ النازحينَ في فعلٍ مُغتضبِ.
في الدَّرجِ صلّوا صلاةَ الفجرِ مُتَّكئين.
على الأملِ الضائعِ والدمعِ مُنْسَكبِ.
قُدِّموا على مذبحِ الموتِ بالكرْهِ.
ولم يراعوا دماءً سالتْ كالأمطارِ في السَّحبِ.
ما ذنبهم سوى أنهم أحيوا رجاءهم.
في وطنٍ صارَ حلمًا مثلَ الزهرِ في العشبِ.
في عالمٍ يُغمِضُ عينيهِ عن الحقِّ.
ولا يُبالي بجُرحٍ يُنسى في الصخبِ.
يا أمتي، قومي على الظلمِ وأفيقي.
فالظلمُ لا يُصْلحُ إن طالَ في الحقِّ وأُنتُهِبِ.
إلى متى نبقى نسيرُ على خطى.
فيها يُقتلُ حلمُنا بسيفِ الغدرِ المُنْتَصِبِ.
بإيمانِنا وعزيمتِنا سنصمدُ.
وسيُشرقُ فجرُ الحريةِ من بينِ السحابِ.
يا غزةَ الصمودِ، اصبري فالنصرُ قادمٌ.
وستزهرُ الأرضُ بعدما ينقشعُ ضبابُ الخرابِ.
فكما وعدَ اللهُ عبادَهُ بالنصرِ.
سنرى الطغاةَ يسقطونَ كما أوراقُ الخريفِ في الترابِ.
وسيبقى الحقُّ في أرضِنا منقوشًا.
على جدرانِ التاريخِ وفي قلبِ كلِّ كتابِ
النهاية:
إن التاريخ شاهدٌ على أن الظلم لا يدوم، وأن نهاية الطغاة حتمية مهما طال بهم الزمان. مذبحة الفجر في غزة ليست إلا صفحةً أخرى من صفحات الجهاد والصمود الفلسطيني، التي تُكتب بدماء الشهداء وتُخلد في ذاكرة الأجيال. سيظل الشعب الفلسطيني صامدًا، رافعًا راية الحق، وسيظل العالم يتذكر أن العدالة الإلهية لن تترك الطغاة دون عقاب، وأن فجر الحرية سيشرق يومًا على فلسطين، مهما حاول الظلم أن يطمس نورها.